ما هو فضل حفظ القرآن الكريم ؟
يعتبر القرآن الكريم كتاب الله المعجز الذي أنزله الله تعالى على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هداية ونورا للبشرية في جميع العصور، ومن أعظم الأوامر التي دعا الله تعالى إليها هو حفظ وتلاوة الكتاب العزيز”القرآن الكريم”، حيث أن فضل حفظ القرآن الكريم لا يمكن تقديره بمجرد الكلمات، فهو يمتد ليشمل العديد من الجوانب في حياة المؤمن كما أن حفظ القرآن الكريم ليس مجرد تحصيل للمعرفة، بل هو تعبير عن الانتماء والالتزام العميقين بأمر الله ورسالته.
في الأسطر القادمة نتناول القرآن الكريم وما هو فضله؟ وما هي فوائد حفظ القرآن الكريم وخطوات وطريقة حفظ القرآن الكريم، وأهم النصائح لمن أراد حفظ القرآن الكريم، وأحاديث حول حفظ القرآن، وهل حفظ القرآن أفضل أم قراءته؟ وما هو أجمل ما قيل في حفظ القران؟ وهل يأثم من لم يحفظ القرآن؟
جدول المحتويات
ما هو القرآن الكريم
تعريف القرآن الكريم لغة
القرآن الكريم مشتق من الفعل قرأ وهو بمعني القرء كما يقول العرب “ما قرأت هذه الناقة سلي قط” أي والمقصود أن هذه الناقة لم تحمل ولم تلد أبدا.
تعريف القرآن الكريم اصطلاحا
القرآن الكريم هو كلام الله تعالي المنزل علي رسوله المتعبد بتلاوته، المعجز بألفاظه والمنقول بالتواتر المكتوب في المصاحف، والمفتتح بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس.
سبب تسمية القرآن بهذا الإسم
سمي القرآن الكريم بهذا الإسم لأنه يجمع بين صفحاته قصص وأخبار الأمم السابقة والاوامر والنواهي والوعد والوعيد، كما يري الإمام الشافعي أن القران لفظ غير مشتق وإنما هو إسم علم مثل الإنجيل والتوراة.
ما هو فضل حفظ القرآن الكريم
يعد حفظ القرآن الكريم لكل مسلم هدفا عميقا ومبجلا، حيث يحمل في طياته العديد من المكافآت والبركات الإلهية وذلك لأن الرحلة الروحية لحفظ القرآن الكريم ليست مجرد هدف أكاديمي، بل هي عهد مقدس بين المؤمن وربه، وكل آية تحفظ في الذاكرة تصبح منارة تهدي الحافظ إلى الصلاح والفضيلة، فيما يلي بعض فضائل حفظ القرآن الكريم:
1- فضل حفظ القرآن في الآخرة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: “اقرؤوا وارقوا كما كنتم ترتلون في الدنيا” ” فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”» والقراءة هنا هي الحفظ.
2- الحافظ رفيق الملائكة
وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: «الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران متفقٌ عَلَيْهِ» والقارئ الماهر هو المتقن للقرآن الكريم.
3- حصول الحافظ على تاج الكرامة
يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “يجِيءُ القرْآنُ يومَ القيامَةِ”، أي: يتَمثَّلُ واقِفًا بين يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ، “فيقولُ”، أي: يقولُ القرآنُ للهِ عزَّ وجلَّ: “يا رَبِّ حَلِّه”، أي: يا رَبِّ ألبِسْ قارِئَ القرآنِ حُلَّةً، وزيِّنْه وأكرِمْ منزِلَتَه، “فيُلْبَسُ تاجَ الكرامَةِ”.
فيُلبَسُ قارِئُ القُرآنِ تاجًا فوْقَ رأسِه يُسمَّى تاجَ الكرامَةِ، “ثمَّ يقولُ”، أي: يقولُ القرآنُ للهِ عزَّ وجلَّ: “يا ربِّ زِدْه”، أي: يا ربِّ زِدْ قارِئَ القرآنِ إكرامًا، وزِدْ منزِلَتَه إعلاءً وتكرِيمًا، “فيُلبَسُ حلَّةَ الكرامَةِ”، أي: فيُلبَسُ قارِئُ القرآنِ حلَّةً تسمَّى حلَّةَ الكرامَةِ.
والحُلَّةُ هي ما يُلبَسُ فوْقَ الثِّيابِ للزِّينَةِ والرَّفاهيَةِ، “ثمَّ يقولُ: يا ربِّ، ارْضَ عنه”، أي: ثمَّ يقولُ القرآنُ للهِ عزَّ وجلَّ: يا ربِّ ارضَ عن قارِئِ القرآنِ.
4- شفاعة القرآن لصاحبه
عن أَبي أُمامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: ( اقْرَؤوا القُرْآنَ، فإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القيامةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ) رواه مسلم
5- التيجان الإلهية لوالدي حافظ القرآن
أما فيما يتعلق بأقارب الحافظ وذريته فقد ورد أن والديهم يرتدون تاجين ليس مثلهما أي شيء يمكن العثور عليه في عالمنا وهذا فقط من أجل رعاية طفلهم وتعليمه، وحتى لو كانوا جاهلين فإن الله يكرمهم بطفلهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا! فيقولان: بم كسينا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. رواه الحاكم
6- يرفع الله الحافظ في الدنيا والآخرة
لقد اصطفى الله مجموعة من عباده المطيعين بنعمة عظيمة وفضل لا يقدر بثمن، فطلب منهم حفظ هذا الكتاب العظيم عن ظهر قلب كما رفع درجاتهم، وعظم أجرهم، وأمر جميع المؤمنين باحترام أمورهم، وتفضيلهم على غيرهم.
7- الحافظ من أقرب الناس إلى الله
قال النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : “إنَّ للهِ أَهْلِينِ مِن النَّاسِ”، أي: أهلًا مِن النَّاسِ هم أولياؤُه وأحبابُه؛ فـ”أهلين” هم الأهلُ، جُمِعَ بالواو والنون على غَيرِ قياسٍ، وجمعَه هنا إشارةً إلى كثرتِهم، فقال الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: “يا رسولَ اللهِ، مَن هم؟” فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “هم أهْلُ القُرآنِ”، أي: حَفَظَةُ القُرآنِ العامِلونَ به.
8- هي خير من الدنيا وما فيها
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قَالَ: “خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ:( أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: (أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ) .
9- ثواب تلاوة القرآن الكريم
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) رواه الترمذي .
10- الشفاء والحماية الروحية
يرتبط حفظ القرآن الكريم بخصائص علاجية روحية وجسدية حيث يعتقد أن الحافظين يحملون درعًا للحماية، ويمكن أن تكون تلاوتهم بمثابة مصدر للشفاء من الأمراض والآلام، وهو ما يؤكد فضل حفظ القرآن الكريم.
11- اليسر في رحلة الآخرة
يعتبر حفظ القرآن وسيلة لتسهيل رحلة أكثر سلاسة وراحة عبر مراحل الآخرة ويعتقد أن الحافظ يمنح اليسر في يوم القيامة.
12- زيادة النور يوم القيامة
يعتقد أن حفظ القرآن الكريم يجلب إشراقا فريدا للحافظ يوم القيامة ويقال إن هذا الضوء هو مصدر التوجيه والراحة خلال حالات عدم اليقين والتحديات التي تواجه البشر في يوم القيامة.
13- السلام الداخلي والطمأنينة
إن حفظ القرآن يجلب شعوراً عميقاً بالسلام الداخلي والطمأنينة، ويصبح قلب الحافظ ملاذًا، ويشعر بصفاء شديد يتخلل جميع جوانب رحلته الروحية.
14- الوفاء بواجب وميثاق ديني
إلى جانب المكافآت الشخصية، فإن حفظ القرآن يفي بواجب ديني مقدس وميثاق مع الله، حيث أن الالتزام بالحفظ هو تعبير عن الطاعة، مما يعزز التزام الحافظ بالعيش وفق تعاليم الإسلام والقيام بواجباته الدينية.
15- تراكم الثواب الأبدي في الآخرة
يصبح حفظ القرآن قناة لتراكم الثوابت الهائلة في الحياة الآخرة، وتمثل كل آية محفوظه كنزًا من الحسنات، مما يكسب الحافظ مكانة رفيعة وفضلًا إلهيًا يوم القيامة.
16. الملجأ الإلهي والراحة في القبر
حفظ القرآن الكريم يوفر للحافظ المأوى الإلهي والراحة في القبر، وتكون الآيات المثبتة في القلب بمثابة مصدر عزاء، مما يبعث الطمأنينة ويكسب الحافظ ثوابًا مستمرًا بينما يرتاح الحافظ مترقبًا للآخرة.
17- وسيلة لطلب الشفاعة
إن القرآن، الذي يتم حفظه بإخلاص، يكون بمثابة شفيع قوي يوم القيامة، ويصبح التزام الحافظ بالنص الإلهي وسيلة لطلب رحمة الله وشفاعته لنفسه ولأحبائه.
18- ثواب مستمر عبر الأجيال
ثواب حفظ القرآن يمتد عبر الأجيال فعندما ينقل الحافظ معرفته إلى الأبناء وغيرهم فإن المكافآت المتراكمة تستمر، مما يخلق تيارًا دائمًا من النعم التي تدوم في الحياة الآخرة.
19- المشاركة في مجالس الصالحين في الآخرة
ويدعى الحفظة للمشاركة في مجالس الصالحين في الآخرة وتصبح حلقات أهل القرآن مصدرًا للثواب المستمر والارتقاء الروحي، مما يضمن لها مكانا عزيزا بين الأبرار.
20- الإشراق الدائم يوم القيامة
ويشعر الحافظ بإشراقة دائمة يوم القيامة، حيث يشرق النور الإلهي من حفظهم للقرآن الكريم، ويميزهم عند الله، ويؤدي إلى الثبات الدائم، والمنزلة الرفيعة في الآخرة.
إقرأ المزيد عن: تعلم قراءة القران: دليلك الشامل لقراءة القرآن الكريم
ما هي فوائد حفظ القرآن الكريم
حفظ القرآن الكريم له العديد من الفوائد علي المستوي الشخصي لحافظ القرآن وعلي المستوي الجماعي للأمة الإسلامية جمعاء ومن هذه الفوائد:
1- الحفاظ على النص القرآني
يلعب الحفظ دورًا حاسمًا في الحفاظ على كلمات القرآن الدقيقة ومن خلال حفظه في الذاكرة، يساهم الأفراد في النقل الشفهي للنص، مما يضمن الحفاظ على دقته وأصالته عبر الأجيال، وفي سورة الحجر يقول الله تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.
2- الأهمية الروحية لحفظ القرآن الكريم
إن حفظ القرآن عن ظهر قلب هو نوع من العبادة التي تهدف إلى إرضاء الله ونيل ثوابه في الآخرة، وبدون هذا الدافع لا ينال الإنسان أي مكافأة وبدلا من ذلك، سوف يعانون من عواقب صرف هذه العبادة لغير الله.
4- الانتقاء الإلهي وفضائل حافظ القرآن
في العنصر السابق أوردنا فضل حفظ القرآن الكريم حيث أن حافظ القرآن قد اختاره الله تعالى وقربه في الدنيا والآخرة وفضله علي غيره وحباه العديد من الفضائل التي تناولناها فيما سبق .
5- الأهمية الثقافية والتعليمية
إن حفظ القرآن متأصل بعمق في الثقافة والتقاليد الإسلامية، حيث أنه بمثابة رمز للمعرفة والتعليم، وتعزيز الشعور بالهوية الثقافية بين المسلمين، وينظر الكثيرون إلى حفظ القرآن الكريم على أنه إنجاز تربوي مهم .
6- التنمية الشخصية والانضباط
إن حفظ القرآن يتطلب الانضباط والتفاني والجهد المستمر حيث أن الانخراط في هذه المهمة الصعبة لا يعزز مهارات الذاكرة لدى الفرد فحسب، بل يعزز أيضًا التنمية الشخصية والصبر وأخلاقيات العمل القوية.
7- التكامل المجتمعي والاجتماعي
إن حفظ القرآن الكريم هو نشاط مجتمعي في كثير من المجتمعات الإسلامية، غالبًا ما يصبح الأفراد الذين يحفظون القرآن أعضاءً أساسيين في مجتمعاتهم، ويشاركون في المناسبات الدينية، ويؤمون الصلوات، ويساهمون في الجو الروحي العام، ويقدرهم الناس جميعا.
8- تعزيز مهارات التلاوة
يتضمن حفظ القرآن تكرار التلاوة، مما يؤدي إلى تحسين مهارات التجويد لدى الفرد وهذا لا يؤدي إلى تعميق فهم النص فحسب، بل يمكّن الحافظ أيضًا من قراءة القرآن بدقة وجمال أكبر.
9- الثواب الدائم في الآخرة
يعتقد المسلمون أن حفظ القرآن يجلب المكافآت الإلهية في الحياة الآخرة، ويُنظر إلى هذا الفعل على أنه وسيلة لكسب البركات والمنزلة العليا في الجنة، مما يحفز الأفراد على حفظ القرآن بأكمله.
خطوات وطريقة حفظ القرآن الكريم
إن حفظ القرآن الكريم يحتاج إلي الجهد والتفاني والتحلي بالصبر بالإضافة إلي اختيار طريقة فعالة للحفظ فيما يلي خطوات وطريقة فعالة في حفظ القرآن الكريم.
1- حفظ القرآن الكريم بطريقة التكرار
يعد حفظ القرآن الكريم بالتكرار من أنجح وسائل الحفظ والتي تعمل بفعالية ونتائج مذهلة وسريعة في حفظ القرآن الكريم ولاستخدام هذه الطريقة في الحفظ اتبع الخطوات التالية:
- حدد عدد الآيات التي تريد حفظها.
- كرر أو آية من من 10 إلي 20 مرة حسب سرعة حفظك.
- كرر الآية الثانية من 10 إلي 20 مرة حسب سرعة الحفظ.
- كرر الآيات بنفس الطريقة حتي تصل إلي الآية الرابعة أو الخامسة حسب طول الآيات.
- اربط الآيات مع بعضها البعض وكررهم جميعا من 10 إلي 20 مرة .
- إحفظ نفس القدر من الآيات بنفس طريقة التكرار.
- اربط بين الآيات الماضية والحالية بالتكرار حتي تصل إلي مقدار الحفظ الذي تريده.
2- حفظ القرآن الكريم بالسماع
لقد أتم العديد من حفاظ القرآن الكريم حفظهم للقرآن عن طريق السماع فقط . كما كان بعضهم لا يحسن القراءة والكتابة، يمكنك أيضا حفظ القرآن بهذه الطريقة من خلال مراعاة الآتي:
- اختر قارئا مجودا للقرآن مثل الشيخ محمود خليل الحصري.
- استمع إلي الآيات بتدبر وفهم حيث أن الفهم العميق للآيات يلعب دورا كبيرا في سرعة الحفظ.
- كرر السماع عدة مرات حتي تتأكد من حفظك.
- ردد الآيات التي حفظتها عدة مرات وأصلح أخطائك في كل مرة.
3- حفظ القرآن الكريم بالكتابة
تعد الكتابة أحد أهم وسائل حفظ الأشياء وخاصة حفظ القرآن الكريم، حيث أن اليد تتمتع بذاكرة قوية للحفظ تؤدي هذه الذاكرة الي نتائج فعالية للغاية وسرعة كبيرة في حفظ القرآن الكريم.
4- حفظ القرآن الكريم بطريقة التلقين
إن حفظ القرآن الكريم بالتلقين من اكثر الطرق فعالية في حفظ القرآن .حيث أن الحفظ بالتلقين المباشر من المعلم أو الشيخ يمكنك من تصحيح تلاوتك وحفظ القرآن بتلاوة صحيحة منذ المرة الأولي. لذلك من الأفضل عند سعيك لحفظ القرآن الكريم أن تتابع مع شيخ أو معلم.
5- تسميع ما تم حفظه
عند حفظك للقرآن الكريم لا تكتفي بالتسميع لنفسك بل ينبغي أن تعرض حفظك وتسميعك علي شيخ متقن حتي يصحح لك تلاوتك وأخطائك ويحسن من تجويد للآيات.
6- المراجعة المستمرة للماضي المحفوظ
من المهم للغاية أن تراجع باستمرار ما أتممت حفظه واحرص علي قراءته دائما في صلواتك، حيث أن عد المراجعة قد يؤدي إلي نسيانك للآيات التي حفظتها.
7- أسهل طرق الحفظ هو الفهم
من أسهل طرق حفظ القرآن الكريم فهم معاني آياته وأسباب نزولها، لذلك عند البدء في حفظ الآيات حاول الاطلاع علي تفسيرها حتي تحفظها بسهولة.
8- ربط الآيات المتشابهات
يقع الكثير من المبتدئين في حفظ القرآن الكريم في خطأ الخلط بين الآيات المتشابهات ، لذلك حاول الإطلاع علي أحد الكتب التي تجمع هذه المتشابهات واربطها بطريقة معينة بحيث لا تخطئ فيها مرة أخري.
9- أحط نفسك بحفاظ القرآن الكريم
كما يقولون ” اختر الصديق قبل الطريق” ، فعند البدء في حفظ القرآن الكريم أحط نفسط بحفاظ القرآن الكريم حتي يعينوك ويساعدوك ويشجعوك علي استكمال طريق الحفظ حتي النهاية.
10- ابدأ بالأسهل حتي الأصعب
إن البدء بالسور والآيات التي تتمتع بسهولة في الحفظ، يساعدك علي التقدم وعدم الإحباط ويشجعك علي إكمال الحفظ حتي النهاية.
لمزيد من المعلومات عن أفضل طريقة لحفظ القرآن الكريم، شاهد الفيديو التالي:
أهم النصائح لمن أراد حفظ القرآن الكريم
فيما يلي بعض أهم النصائح التي ينصح بها بعض خبراء تحفيظ القرآن الكريم:
التزم بنسخة محددة من المصحف: ينصح خبراء تحفيظ القرآن الكريم بالتزام الحافظ بنسخة محددة من المصحف الشريف، حيث يساعده ذلك علي الحفظ بسهولة وثبات ما حفظه حيث يسجل في عقله أماكن الآيات في الصفحات.
صفاء النية: ينبغي علي حافظ القرآن الكريم أن تكون نيته في حفظ القرآن الكريم صافية وخالصة لوجه الله تعالى، كما ينبغي أن يكون الهدف من حفظه هو تطبيقه في حياته ونشر تعاليمه.
الاستعداد النفسي والروحي: يجب علي من نوي حفظ القرآن الكريم أن يكون مستعدا نفسيا للتفاني والاجتهاد والصبر على مدى الوقت اللازم لحفظ القرآن.
واقعية الأهداف: حيث يجب على الشخص تحديد أهداف حفظ محددة وواقعية وتقسيم القرآن إلى أجزاء صغيرة قابلة للتحقيق والتحدي.
خصص وقت يومي للحفظ: ينبغي على من نوي حفظ القرآن الكريم تخصيص وقت يومي محدد للحفظ والمراجعة، وتجنب التساهل أو تأجيل هذا الوقت.
الاختيار المناسب للبيئة والوقت: حيث يجب على الشخص اختيار بيئة هادئة ومريحة للحفظ وتحديد وقت ملائم يتناسب مع تركيزه ونشاطه الذهني، كما أن من أفضل أوقات الحفظ التي ينصح بها الخبراء هو وقت الفجر وأوقات الليل.
الاستماع المتكرر للتلاوات الصوتية: تساعد التلاوات الصوتية على تثبيت الآيات في الذاكرة حيث يمكن الاستماع إليها أثناء القيام بالأنشطة اليومية كالعمل أو السفر.
المراجعة الدورية علي ما تم حفظه: يجب مراجعة الآيات والصفحات المحفوظة بشكل دوري وتأكيد وتقوية حفظ النقاط الضعيفة وتكرار القراءة لتثبيت المعرفة.
كن علي تواصل دائم مع المشايخ والعلماء: حيث يمكن الاستفادة من توجيهات العلماء والمشايخ في طرق الحفظ والمراجعة، والتحفيز على الاستمرار في هذا العمل النبيل.
الدعاء والتضرع: الدعاء إلى الله بالتوفيق في حفظ القرآن الكريم والاستعانة به في كل لحظة من رحلة الحفظ وذلك حتي يوفقك الله عز وجل للوصول الي غايتك.
يمكنك قراءة المزيد عن: تجويد القرآن الكريم: قواعد وأحكام لضمان تلاوة صحيحة
أحاديث حول حفظ القرآن
توجد العديد من الأحاديث حول حفظ القرآن الكريم تناول بعضها فيما يلي:
1- تقديم حافظ القرآن
حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. صحيح البخاري
2- تنزل السكينة والرحمة
حديث أبى هريرة عن النبي قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). صحيح مسلم
3- حرف القرآن بحسنة
قال رسول الله (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن: ألف حرف ولام حرف، وميم حرف). صحيح الجامع
4- رفعة أهل القرآن
قال عمر رضي الله عنه: أما إن نبيكم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . صحيح مسلم
5- خيرية حافظ القرآن
عن النبي قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). صحيح البخاري
هل حفظ القرآن أفضل أم قراءته؟
إن حفظ القرآن الكريم من أعظم القربات وأفضلها عند الله ولكنه ليس فرضا علي كل مسلم وإنما هو سنة وذهب بعضهم إلي أنه فرض كفاية علي كل مسلم، ولكن يجب علي كل مسلم أن يحفظ من القرآن ما يصلي به، كما ينبغي علي المسلم أن يجمع بين تلاوة القرآن وحفظه كما ينبغي أن يخصص وقتا لتدبره.
اجمل ما قيل في حفظ القران؟
إن القرآن الكريم أعظم وأجل من أن يوفي حقه كلام مهما بلغت فصاحته وقد قال فيه العلماء أجمل الكلام وأحسنه ومما قالوه عن القرآن الكريم:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عن القرآن الكريم: “الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه، ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة، وشقَّتْ عليه”.
إعجاز القرآن
وقال قوام السُّنَّة الأصفهاني رحمه الله: من إعجاز القرآن صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاما غير القرآن منظومًا ولا منثورًا، إذا قرع السمع خلص له القلب من اللذة والحلاوة في حال.
ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور. حتى إذا أخذت حظَّها منه عادت مرتاعةً قد عراها الوجيب والقَلَق، وتغشَّاها الخوف والفرق، تقشعرُّ منه الجلود، وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: إعجاز القرآن، أنه لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، ولا بعشر سور، ولا بسورة من مثله؛ لأنه بفصاحته وبلاغته ووجازته وحلاوته. واشتماله على المعاني الغزيرة النافعة في الدنيا والآخرة. لا يكون إلا من عند الله الذي لا يشبهه شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وأقواله، فكلامُه لا يُشبه كلامَ المخلوقين.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: القرآن في جميعه فصيح في غاية نهايات البلاغة، عند من يعرف ذلك تفصيلًا، وإجمالًا ممن فهم كلام العرب، وتصاريف التعبير، فإنه إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة، سواء كانت مبسوطة، أو وجيزة.
وسواء تكررت أم لا، وكلما تكرر حلا وعلا، لا يخلق من كثرة الردِّ، ولا يملُّ منه العلماء، وإن أخذ في الوعيد والتهديد جاء منه ما تقشعرُّ منه الجبال الصُّمُّ الراسيات، فما ظنُّك بالقلوب الفاهمات، وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان، ويشوق إلى دار السلام، ومجاورة عرش الرحمن.
الترغيب والترهيب في القرآن
قال الله سبحانه وتعالي في الترغيب في القرآن الكريم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، وقال في الترهيب: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ [الملك: 16، 17].
وقال في الزجر: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾ [العنكبوت: 40]، وقال في الوعظ: ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾[الشعراء: 205- 207]، إلى غير ذلك من أنواع الفصاحة والبلاغة والحلاوة.
وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنواهي اشتملت على الأمر بكل معروف حسن نافع طيب محبوب، والنهي عن كل قبيح رذيل دنيء، أما إذا جاءت الآيات في وصف المعاد وما فيه من الأهوال وفي وصف الجنة والنار، وما أعدَّ الله لأوليائه وأعدائه من النعيم والجحيم والملاذ والعذاب الأليم، بشرت به، وحذرت وأنذرت، ودعت إلى فعل الخيرات، واجتناب المنكرات، وزهدت في الدنيا ورغبت في الأخرى وثبتت على الطريقة المثلى، وهدت إلى الصراط المستقيم، وشرعه القويم، ونفت عن القلوب رجس الشيطان.
أعقل الناس
قال عبدالملك بن عمير رحمه الله: كان يقال: إن أبقى الناس عقولًا قَرَأَةُ القرآن، وقال عكرمة رحمه الله: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، ثم تلا: ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾، كما قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قال بعضهم: مَنْ جَمَع القرآن مُتِّع بعقله، وكذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره.
كما قال الإمام المقدسي رحمه الله: إن لم يحصل التدبُّر إلا بترداد الآية، فليُردِّدها، وقال محمد بن كعب رحمه الله: لأن أقرأ:﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ و﴿ الْقَارِعَةُ ﴾ أردِّدهما، وأتفكَّر فيهما، أحَبُّ من أن أبيت أهُذُّ القرآن، وردَّد الحسن البصري رحمه الله ليلة قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: إن فيها معتبرًا، ما نرفع طرفًا ولا نردُّه إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نِعَم الله أكثر.
وقال إبراهيم بن يزيد النخعي رحمه الله: كانوا يكرهون أن يُصَغِّرُوا المصحف، وكان يقال: عَظِّموا كتاب الله، كما قال سعيد بن المسيب رحمه الله: لا تقولوا مُصيحِف، ولا مُسيجِد، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل.
إطلع علي المزيد عن: كنوز فضائل سور القرآن الكريم
هل يأثم من لم يحفظ القرآن؟
القرآن الكريم نعمة عظيمة لمن حفظها ولذلك ينبغي أن يسعي كل مسلم إلي حفظ القرآن الكريم. ولكن حفظه ليس واجيا وإنما هو مستحب، ولذلك فإنه لا يأثم من لم يحفظ القرآن الكريم ولكن لا ينبغي علي المسلم بعد أن علم فضل حفظ القرآن الكريم أن يفرط في حفظه، كما أن حفظه ونسيانه يعد تفريطا كبيرا وعده بعض العلماء من كبائر الذنوب ويأثم صاحبه، لذلك ينبغي لمن حفظ القرآن أن يداوم علي مراجعته حتي لا يتفلت منه.
في نهاية هذا المقال، يعتبر حفظ القرآن الكريم من أعظم الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم أن يقوم بها في حياته، حيث أنها عبادة ترتقي بالإنسان إلى مراتب عالية من التقوى والقرب من الله تعالى، وبفضل حفظ القرآن الكريم يصبح المسلم أكثر تواضعًا وتقوى حيث يجد في كتاب الله تعالي الهداية والسعادة والراحة النفسية، كما أن حفظ القرآن يعزز القيم والأخلاق الحميدة في الفرد والمجتمع، ويسهم في نشر روح التعاون والتسامح والمحبة بين الناس، لذلك ينبغي أن نسعى جميعًا إلى حفظ كتاب الله تعالي وتعلمه وتدبر معانيه حتي نجعله شاهدا لنا يوم القيامة.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن القرآن الكريم والعديد من الموضوعات الدينية بشكل عام، ندعوك لـ زيارة موقعنا الموسوعة حيث تجد مئات المقالات المفيدة في مختلف التخصصات.